١ - الذين ابيضت وجوههم في الجنة؛ لقوله:{فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ}.
٢ - أن الرحمة تطلق على غير صفة الله بل على مخلوقاته كما أسلفنا في التفسير أن المراد بالرحمة هنا الجنة، وأمَّا قوله:{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ}[الكهف: ٥٨] فالمراد الصفة، رحمة الله التي هي صفته غير مخلوقة، كل صفات الله غير مخلوقة، ورحمة الله التي هي الجنة مخلوقة، قال تعالى:{فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ}[الروم: ٥٠] عندما ذكر نزول المطر وأنه يُحيي به الأرض قال: {فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} ما المراد بالرحمة هنا المخلوقة التي هي المطر أو الصفة؟ يحتمل أن يكون المراد بـ (آثار رحمة الله) المطر فيكون مخلوقًا، ويحتمل أن يراد بـ (رحمة الله) صفته والتي من آثارها وما ينشأ عنها هو المطر {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ}[الشورى: ٢٨] الرحمة مخلوقة لأنها هي التي تنشر، إذن الرحمة قسمان: قسم مخلوق وهو ما كان بائنًا عن الله، وقسم غير مخلوق وهو ما كان صفة له.
٣ - أن الله تعالى أكرم من الخلق؛ لأن عمل الذين ابيضت وجوههم لو نسب إلى الثواب لم يكن شيئًا ومع ذلك يجزون بالرحمة التي يخلدون فيها أبد الآبدين، وهذا تصديق قوله تعالى:{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام: ١٦٠].
٤ - أن أهل الجنة مخلدون فيها؛ لقوله:{هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} والخلود فيها أبدي لأنه جاء بالصيغة الاسمية الدالة على الثبوت والاستمرار. كما ذكره تعالى في آيات كثيرة، فإن قال قائل: إذا