الأسد وجدوا المشركين قد ذهبوا، صرفهم الله وقالوا: نرجع في العام القادم.
يقول الله عزّ وجل:{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ}:
انقلبوا يعني عائدين إلى المدينة بعد أن وصلوا إلى حمراء الأسد.
{بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ} ما هي هذه النعمة؛ النعمة أنهم سلموا من ملاقاة العدو ولم يحصل حرب؛ لأن العدو مضى في سبيله ولم يرجع.
وأما قوله:{وَفَضْلٍ} ففسرت بأن المراد به فضل الجهاد، وأن الله كتب لهم بهذا الخروج أجر غزوة كاملة، فسلموا من الحرب ونالوا ثواب المجاهدين.
وقوله:{لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ} أي: لم يصبهم ما يسوؤهم لا من جهة عدوهم ولا من جهة أحوالهم، بل كانوا على أحسن ما يرام ذهابًا ورجوعًا.
وقوله:{رِضْوَانَ اللَّهِ} فيها قراءتان: (رُضوان)(رِضوان) بضم الراء وكسرها، ومعنى (اتبعوا رضوان الله) أي: اتبعوا ما يرضي الله عزّ وجل وذلك بالاستجابة لله ورسوله، فإن الاستجابة لله ورسوله سبب رضاء الله عزّ وجل، أسأل الله أن يجعلنا ممن يرضى الله عنهم.
{وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ}:
{ذُو فَضْلٍ}: بمعنى صاحب فضل عظيم على العباد في الدنيا والآخرة، ومنه أن تفضل على هؤلاء بأن انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء.