وذلك أن المؤمن عند المصائب يزداد إيمانًا، ومن أمثلة ذلك أنه لما أحاط الأحزاب بالمدينة قال المؤمنون:{هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}[الأحزاب: ٢٢] فازدادوا إيمانًا، هنا أيضًا لمَّا قيل لهم: إن الناس قد جمعوا لكم {فَزَادَهُمْ إِيمَانًا} بالله واعتمادًا عليه وتوكُّلًا عليه.
{حَسْبُنَا}: يعني كافينا الله جل جلاله، وهذه الجملة {حَسْبُنَا اللَّهُ} فيها مبتدأ وخبر، لكن الخبر فيها مقدم، والتقدير (الله حسبنا)، ويجوز أن يكون (حسبنا) مبتدأ، و (الله) خبر، لكن المعروف أن المحكوم عليه هو المبتدأ، والمحكوم به هو الخبر، وعلى هذا فيكون (حسبنا) خبر مقدم، و (الله) مبتدأ مؤخر.
{حَسْبُنَا اللَّهُ} أي: كافينا، ولو جمع لنا الناس فإننا لا نخشاهم إنما نخشى الله عزّ وجل.
{وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}(نعم): فعل إنشاء يقصد به المدح، وفاعله لابد أن يكون مُحلَّى بـ (ال) أو مضاف إلى محلى بـ (ال) مثل {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}[النحل: ٣٠]، فهذه مضافة إلى محلى