يعني ما الشيطان إلا مخوف لأوليائه، وقوله:{ذَلِكُمُ} تضمّن إشارة أي مشارًا إليه ومخاطبًا، فالإشارة (ذا) والمخاطب (الكاف). الإشارة بحسب المشار إليه، والكاف بحسب المخاطَب، فإذا كنت مشيرًا إلى جماعة من الذكور أو مخاطبًا جماعة من الذكور قلت:(أولئكم)، لأن المشار إليه جماعة، والمخاطب جماعة فتأتي بالميم، وإذا كنت مشيرًا إلى جماعة من الذكور مخاطبًا جماعة من الإناث قلت:(أولئكن) أولاء لأن المشار إليه جماعة ذكور، (كُنّ) النون للنسوة، أولئكن، وإذا كنت مشيرًا إلى اثنين مخاطبًا اثنتين، قلت:(ذانكما)(ذان) للمثنى و (كما) للمثنى، وإذا كنت مشيرًا إلى جماعة نسوة مخاطبًا جماعة نسوة قلت:(أولائكن)، وإذا كنت مشيرًا إلى مثنى مؤنث مخاطبًا جماعة ذكور قلت:(تانكم)، على كل حال اسم الإشارة يراعى فيه المشار إليه، وكاف الخطاب يراعى فيها المخاطب، ولهذه المسألة في اللغة العربية بالنسبة إلى الكاف ثلاث لغات:
اللغة الأولى: أن يراعى المخاطب إفرادًا وتثنية وجمعًا مذكرًا ومؤنثًا، فنقول (ذلكَ) بفتح الكاف مخاطبًا رجلًا واحدًا. و (ذلكِ) بالكسر مخاطبًا امرأة واحدة و (ذلكما) مخاطبًا اثنين ذكورًا وإناثًا و (ذلكن) مخاطبًا جماعة نسوة و (ذلكم) مخاطبًا جماعة ذكور، فالكاف تتبع المخاطَب وتتحول حسب المخاطب. واسم الإشارة يتبع المشار إليه.
واللغة الثانية: أن تكون الكاف مفردة مفتوحة للمذكر، ومفردة مكسورة في المؤنث، فنقول مخاطبًا جماعة ذكور: