للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} أي: كيف يبخلون بشيءٍ ليس من كسبهم ولا مِن كدِّهم، بل هو من فضل الله، فيبخلون به في طاعة الله.

٤ - أن ما أوتيه الإنسان من علم أو مال أو ولد، فإنه من الله عزّ وجل، فالولد لا يقول الإنسان: أوتيته بسبب أني تزوَّجت، وأتيتُ أهلي، والعلم لا يقول: أوتيته لأني سعيت فيه، والمال كذلك لا يقول: أوتيته لأني سعيت فيه؛ لأن الجميع من فضل الله، فتوفيقكَ للسعي في هذا الأمر من فضل الله، ثم حصول النتيجة التي كنت ترجوها من فضل الله، فكم مِن إنسانٍ خُذل فلم يسعَ، وكم مِن إنسانٍ سعى ولم يحصل على ثمرة، فأصل السعي والثمرة كلها من الله، ولهذا قال: {بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}.

٥ - تحذير الباخلين من البخل؛ لقوله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ}.

٦ - أن الإنسان قد يُزيَّن له سوء عمله فيظنه حسنًا، فالبخل خلق سيئ وعمل سيئ قد يُزيَّن للإنسان فيبخل مع أنه من الأعمال السيئة، والأخلاق السيئة.

٧ - إثبات الجزاء، بل إثبات العقوبة العظيمة على هؤلاء الباخلين، وهي أنهم يطوَّقون به يوم القيامة، حين لا ينفعهم الندم ولا يمكنهم الخلاص.

٨ - تحقُّق وقوع الجزاء؛ لقوله: {سَيُطَوَّقُونَ} وذلك بواسطة السين.

٩ - إقامة الحجة على أن هذا البخل ليس بنافعٍ أصحابه،

<<  <  ج: ص:  >  >>