للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَذَابَ الْحَرِيقِ} والله سبحانه وتعالى قد ثبت له القول بإجماع السلف أن يقول ويتكلم بكلام حقيقي بحرف وصوت مسموع، وهذا الكلام صفة من صفات الله ليس بمخلوق.

وقالت المعتزلة والجهمية: أنه خَلْقٌ من مخلوقاته، هو كلامه لكنه خلق من مخلوقاته.

وقالت الأشاعرة ومن ضاهاهم: إنه لا يتكلم بكلام مسموع، وكلامه هو الكلام القائم بنفسه والذي يسمع عبارة عنه أو حكاية، وهو مخلوق فالمسموع مخلوق.

وقد ذكر ابن القيم أن شيخ الإسلام رحمهما الله أبطل هذا القول من تسعين وجهًا في رسالة تسمى "التسعينية".

٧ - أن هؤلاء سوف يذوقون العذاب بالألم البدني والألم النفسي في قوله: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}، ففي الحريق: ألم بدني وفي قوله (ذوقوا): ألم نفسي؛ لأن هذا توبيخ وإهانة، فالأمر هنا للتوبيخ والإهانة.

٨ - الردُّ على من قال: إن أهل النار لا يذوقون العذاب؛ لأن أجسامهم تأخذ على النار وتتكيف بها، فيصبحون لا يذوقون ألمًا؛ لقوله: {وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ}.

٩ - بيان قدرة الله عزّ وجل حيث يحترق هؤلاء وتنضج جلودهم، وكلما نضجت جلودهم بُدِّلوا جلودًا غيرها، ومع ذلك لا يموتون مع أن مثل هذا الحريق لو أصاب أحدًا في الدنيا لهلك كما قال سبحانه: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَى} [الأعلى: ١٣]، فلا يموت ويستريح ولا يحيا حياة هنيئة.

<<  <  ج: ص:  >  >>