مع إحدى اللَّبِن: اللّبن إحداها لبنة، فاللبنة تذكر وتؤنث، وجميع الجموع تؤنث وتذكر ما عدا جمع المذكر السالم على رأي ابن مالك، ويضاف إليها على رأي ابن هشام جمع المؤنث السالم، ويقابله من قال بأن جميع الجموع يجوز تذكيرها وتأنيثها حتى السالم من مذكر أو مؤنث، ومنه قول الزمخشري رحمه الله يردُّ به على أعدائه يقول: لا أبالي بجمعكم كل جمع مؤنث. فالمؤنث لا يقابل الرجال، الشاهد قوله: كل جمع مؤنث. والذي يظهر -والله أعلم- أن الرأي الصحيح رأي ابن هشام؛ أن السالم من جمع المذكر يجب تذكيره، ومن الجمع المؤنث يجب تأنيثه، وأما جمع التكسير فيجوز فيه التذكير والتأنيث، لذا قال هنا {فَقَدْ كُذِّبَ} وفي آية أخرى {فَقَدْ كَذَّبَتْ}.
وقوله:{رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ} الرسول كما مرَّ علينا كثيرًا هو الذي أوحي إليه بالشرع وأُمر بالتبليغ.
وجملة:{جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ} يجوز أن تكون صفة للرسل، ويجوز أن تكون حالًا، أما جواز أن تكون صفة فظاهر؛ لأن (رسل) منكَّر، فالذي يأتي بعده يكون صفة، وأما جواز كونه حالًا مع أن الذي قبلها منكر فلأن هذه النكرة وُصفت، وإذا وُصفت النكرة جاز وقوع الحال منها؛ لأنها إذا وُصفت تخصَّصت.
{جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ}(البينات) هي: الآيات البيِّنات الشرعية والكونية، فالآيات الشرعية هي الكتب التي جاءوا بها، والآيات الكونية هي ما يُسمَّى بالمعجزات الحسِّية.
{وَالزُّبُرِ} جمع زبور، والمراد به ما اشتمل على المواعظ