هذه حصر، يعني: لا توفَّون أجوركم إلا يوم القيامة، والمراد بالتوفية هنا: توفيَة الكمال، وإلا فإن الإنسان قد يوفَّى أجره في الدنيا ويُدَّخر له أيضًا زيادة على ذلك، والكافر أيضًا يوفَّى أجره في الدنيا، مثل ما عمل من خير فإنه يُطعم به في الدنيا، لكن في الآخرة ليس له خلاق.
وقوله:{وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} بعد قوله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} قد يُشعر بأن المراد بيوم القيامة هنا ما هو أعم من القيامة الكبرى، فيشمل القيامة الصغرى التي تكون لكل موجود من ذوات النفوس.
{زُحْزِحَ}: أي دُفع ببطء، وذلك لأن النار -أعاذنا الله وإياكم منها- محفوفةٌ بالشهوات، والشهوات تميلُ إليها النفوس، فلا يكاد الإنسان ينصرف عن هذه الشهوات إلا بزحزحة؛ لأنه يُقبل عليها بقوَّة، لهذا قال {زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ} أي دُفع عنها بمشقَّةٍ وشدَّة.
{وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}: لأنه نجا من المرهوب وحصل على المطلوب.