للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واليوم الآخر، وليأت إلى الناس ما يحب أن يُؤتى إليه" (١) .. فذكرَ حقَّ الله وحقَّ العباد، فمن وجد من نفسه هذين الوصفين: الإيمان بالله واليوم الآخر، وأنه يأتي إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه، فليبشر بهذا.

٦ - هل تدلُّ على أن الله لا يُرى في الجنة؟ الجواب: أنه لا يوجد نفي ولا إثبات، ولكن الزمخشري رحمه الله في تفسيره قال: (أي فوزٍ أعظم من أن يُزحزح الإنسان عن النار ويُدخل الجنة) .. يُريد بذلك نفي الرؤيا، فنقول له: إذا دخل الإنسان الجنة فإنه سيرى ربَّه، وتكون رؤيته لربه أعظم النعيم، فليس في الآية ما يدل على نفي الرؤية إطلاقًا، وإذا لم يكن فيها دليل على نفي الرؤية، فإن هناك نصوصًا من القرآن والسنة تدلُّ على ثبوت الرؤية، والمؤمن هو الذي لا يتتبع المتشابه من القرآن بل يتَّبع المحكم، ويحمل عليه المتشابه. والمحكم مثل الآيات الواضحات، والمتشابه مثل الآيات التي وقع فيها الخلاف بين العلماء.

٧ - التزهيد في الدنيا؛ لقوله: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}.

٨ - أنه يجب على الإنسان الحذر من مغبَّة الدنيا وغرورها، ولهذا ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "والله ما الفقرَ أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم فتُنافسوها كما تنَافسها مَن قبلكم، فتهلككم كما أهلكتهم. ." (٢).


(١) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخليفة الأول فالأول، رقم (١٨٤٤).
(٢) رواه البخاري، كتاب المغازي، باب شهود الملائكة بدرًا، رقم (٤٠١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>