السبب الرابع: أنه كلما ازداد دعاء، كان فيه إظهار لافتقار الإنسان إلى ربِّه؛ ولهذا جاء:"اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقَّه وجلَّه، علانيته وسره، وأوله وآخره"(١)، وهذا يغني عنه قوله:"اللهم اغفر لي ذنبي"، بل لو قال:"اللهم اغفر لي" لكان صحيحا لكن مقام الدعاء ينبغي فيه البسط.
٦ - إثبات عذاب النار؛ لقوله:{وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. وعذاب النار إما دائم مستمر، وهذا لأصحاب النار الذين هم أصحابها، وإما مؤقت، وهذا لأصحاب المعاصي؛ فإنهم يعذبون بحسب معاصيهم، إذا لم يغفر الله لهم.
٧ - فضيلة هذه الصفات التي أثنى الله عليها، وهي: الصبر، والصدق، والقنوت، والإنفاق، والاستغفار في الأسحار، والحثُّ على الاتصاف بها.
٨ - أن الصبر أفضل هذه الصفات؛ لأن الإنسان إذا حقق الصبر حقق جميع هذه الصفات؛ لأن من أقسام الصبر: الصبر على طاعة الله وعن معصيته.
٩ - ذمُّ الاتصاف بضدِّ هذه الصفات، وهي: الجزع، والكذب، وقلة الطاعة، والبخل والشح، والاستكبار عن الاستغفار.
(١) أخرجه البخاري، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء. . .، رقم (١٤٩٦). ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام، رقم (١٢١).