للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان أصلهما المبتدأ والخبر فهو من أخوات ظن، وإن لم يكن أصلهما المبتدأ والخبر فهو من أخوات أعطى وكسا، وهذه من أخوات أعطى وكسا.

قوله: {مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ} أي عهدت به إلينا من الثواب الجزيل على أعمالنا، وقوله: {عَلَى رُسُلِكَ} تحتمل معنيين:

أحدهما: على الإيمان برسلك.

والثاني: على أيدي رسلك.

فعبَّر بالرسل عن أيدي الرسل؛ لأن الذين وعدوهم هم الرسل أنفسهم، وعدوا المؤمنين بما وعدهم الله به، ووعدوا المخالفين بما توعدهم الله به.

{وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ}:

"تخزنا": أي تفضحنا وتذلنا يوم القيامة، أي يوم يقوم الناس من قبورهم لله عزّ وجل، وسمِّي هذا اليوم يوم القيامة لأمور ثلاثة:

الأول: أنه يقوم الناس فيه من قبورهم لله.

الثاني: أنه يقام فيه العدل.

الثالث: أنه يقوم فيه الأشهاد.

وقولهم: {إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ}:

تعليل لسؤالهم، يعني: سألناك يا ربنا أن تعطينا هذا لأنك لا تخلف الميعاد، وإنما انتفى عنه إخلاف الوعد لكمال صدقه وكمال قدرته؛ لأن إخلاف الوعد، إما أن يكون لكذِب الواعد، كميعاد أهل النفاق، وإما أن يكون لعجز الواعد أي أنه يفي لكنه عجز، والله عزّ وجل قد انتفى في حقِّه الأمران، أعني الكذب

<<  <  ج: ص:  >  >>