للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إما مباشرة بأن طردوا من البلاد، أو بالتضييق عليهم حتى يخرجوا؛ لأن الإخراج من البلاد، إما أن يكون مباشرة بالطرد، وإما أن يكون بالتضييق عليه حتى يخرج، فأيهما أشد؟

الجواب: الأول أشد؛ لأن الثاني يمكنه أن يصبر ويتحمل ولا يخرج، يختفي أحيانًا ويهرب أحيانًا، ويبقى في بلده، لكن الطرد بأن يمسك ويطرد لا شك أنه أشد، ولهذا قال أهل العلم خصوصًا الحنابلة فيمن فعل ما يوجب الحد من زنا أو غيره، ثم لجأ إلى مكة إلى الحرم فإنه لا يخرج من الحرم ولا يقام عليه الحد في الحرم، لأنه لجأ إليه، ومن دخله كان آمنًا، ولكنه يضيق عليه فلا يؤاكل ولا يشارب ولا يبايع ولا يكلّم، حتى تضيق عليه الأرض ويخرج، أما أن يخرج بالقوة ليقام عليه الحد فلا.

إذن هناك فرق بين من أُخرج بالفعل أي بالقوة مباشرة ومن أُخرج بواسطة التضييق عليه.

{وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ}:

ديارهم: يعني التي يسكنونها سواء بأجرة أو بغير أجرة، فإن الدار المستأجرة مثلًا تسمى دار الإنسان.

وقال عزّ وجل: {وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي}:

مع أنهم أخرجوا حصل لهم أذية في سبيل الله، أي في دين الله كما حصل للنبي - صلى الله عليه وسلم - حين كان ساجدًا تحت الكعبة، فذهب قوم من قريش وأتوا بسلا الجزور ووضعوه على ظهره (١)،


(١) انظر صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم -، رقم (١٧٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>