للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْكِتَابَ بِالْحَقِّ}، والله سبحانه وتعالى قد يضيف الإنزال إلى الناس كما قال تعالى في سورة البقرة: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: ١٣٦]، وفي سورة آل عمران: {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا} [آل عمران: ٨٤]، لكنه أنزل إلى الرسول مباشرة وإلينا بواسطة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وهو الذي بلغه إلينا، ومعلوم أن الأصل أشرف من الفرع.

٩ - أن هذا الكتاب الذي أنزله الله على محمد - صلى الله عليه وسلم - مشتمل على الحق، لقوله: {بِالْحَقِّ}. فقد جاء بالحق، ونزل به. قال تعالى: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} [الإسراء: ١٠٥]، فالحق في الأخبار الصدق، والحق في الأحكام العدل، كما قال تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام: ١١٥].

١٠ - أن القرآن نفسه حق. يؤخذ من قوله: {بِالْحَقِّ} يعني: أنه نزل نزولًا بحق ليس نزولًا كذبًا باطلًا.

١١ - فضيلة القرآن لوصفه بالحق نزولًا وتضمنًا، ولوصفه بالتصديق لما بين يديه.

١٢ - الإشارة إلى أن هذا القرآن قد أخبرت عنه الكتب السابقة.

١٣ - جواز التعبير بما يخالف الظاهر إذا دلّ عليه السياق كما في قوله: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}، لأن الكلمة دلت على معناها في سياقها، وإن كان يخالف أصل الوضع.

١٤ - أن التوراة النازلة على موسى، والإنجيل النازل على عيسى عليهما الصلاة والسلام حق؛ لقوله: {وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>