للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفعولات. ثم هذا الشر في المفعولات قد يكون خيرًا؛ فكم من مرض صار سببًا لصحة الجسم، وكم من آفات في الزروع وغيرها، صارت أسبابًا للنمو الاقتصادي من جهة أخرى.

١١ - عموم قدرة الله؛ لقوله: {إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وهذا يشمل ما كان من أفعاله، وما كان من أفعال الخلق، فيكون في ذلك رد على القدرية الذين يقولون: إن الله لا يخلق أعمال العباد ولا يريدها، وأن الإنسان مستقل بإرادته وعمله، فإذا كانت بقدرة الله قلنا: يلزم أن يكون مرادًا ومخلوقًا لله؛ لأنه مادام الأمر بقدرته، فلابد أن يكون مخلوقًا له، ومرادًا له.

١٢ - الرد على كلمة وقعت من بعض المفسرين، ومنهم الجلال السيوطي رحمه الله، في قوله تعالى: {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة: ١٢٠]، حيث قال: خص العقل ذاته فليس عليها بقادر، فإن هذه كلمة باطلة؛ هو أراد معنى حقًّا والله أعلم، لكن التعبير بهذا خطأ. فنقول: إن الله قادر على كل شيء يتعلق بفعله أو بفعل عباده، فكل شيء يفعله الله فهو بقدرته سبحانه وتعالى، وكل شيء يفعله العباد فهو أيضًا بقدرته. وهذا التخصيص غير صحيح بل العقل يشهد لله تعالى بكمال القدرة وعمومها، وأنه على كل شيء قدير.

١٣ - الاستغناء بالثناء عن الدعاء؛ لأنك إذا تأملت الآية هذه لم تجد فيها دعاء أي طلبًا، لكن الثناء مما يتوسل به إلى الله. فهنا الثناء يتضمن ما تدل عليه هذه الجملة؛ فإذا قلت: أنت الذي تعز، وأنت الذي تذل؛ فمعنى هذا، أو فمقتضى هذا: أنك تسأل الله أن يعزك ولا يذلك، ولهذا قال الشاعر:

<<  <  ج: ص:  >  >>