للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مشهورة عند النحويين أشار إليها ابن مالك في الألفية فقال:

وحذف ما يُعلمُ جائز كما ... تقول زيد بعد مَنْ عندكما؟

فهنا العامل المحذوف معلوم بالسياق. (اذكر إذ قالت)، اذكر هذه الحال التي صدر فيها هذا القول من امرأة عمران. {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ}، وهي أم مريم يعني جدة عيسى ابن مريم.

وقوله تعالى: {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي}.

{رَبِّ}: منادى حذفت منه ياء النداء، وأصله: يا رب، ولكن تحذف ياء النداء فى مثل هذا التركيب اختصارًا لكثرة استعماله، وحذف منه ضمير المتكلم (الياء) تخفيفًا، وأصله: (ربي).

قولها: {نَذَرْتُ}: بمعنى التزمت أن يكون ما في بطني محررًا من خدمتي ليكون خادمًا للمسجد الأقصى، وكان من عادتهم أن يفعلوا ذلك؛ أي أن الإنسان منهم ينذر ولده ليكون قائمًا بخدمة المسجد الأقصى تعظيمًا له.

وقولها: {مَا فِي بَطْنِي}، (ما) اسم موصول يفيد العموم، فيشمل ما لو وضعت واحدًا أو اثنين ذكرًا أو أنثى.

فإذا قال قائل: كيف تقول: إنه يشمل ما لو وضعت اثنين وهي تقول: {إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا}، ومحررًا واحد، ولم تقل: محررَيْن.

فالجواب: أن الأسماء الموصولة المشتركة: أي التي تصلح للمفرد وغيره يجوز فيها مراعاة بالإفراد، ومراعاة معناها بالإفراد إن كان المراد بها المفرد، والتثنية إن كان المراد بها

<<  <  ج: ص:  >  >>