للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - إثبات القياس؛ لأنه لما رأى أن الله يرزق هذه المرأة بدون سبب معلوم علم أن الذي يسوق لها الرزق وهي امرأة منقطعة عن التكسب في محرابها قادر أن يرزقه، فيكون الانتقال من الشيء إلى نظيره، وهذا هو نفس القياس؛ إذن هو استدل أو أخذ من هذه القصة عبرة وهو أن يسأل الله أمرًا وإن كان مستبعدًا.

٣ - أن الصيغة التي يتوسل بها غالبًا في الدعاء هي اسم الرب لقوله (ربه)، ولم يقل: (الله)، ولهذا تجدون أكثر الأدعية مصدرة بالرب؛ لأن إجابة الداعي من مقتضى الربوبية لأنها فِعل، وكل الأفعال من مقتضى الربوبية، فلهذا يتوسل الداعي دائمًا باسم الرب، قال النبي عليه الصلاة والسلام: "يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب، يا رب" (١).

٤ - أن زكريا عليه الصلاة والسلام بلغ سنًّا بعيدًا دون أن يأتيه الولد، يؤخذ من قوله: {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} [آل عمران: ٤٠]

٥ - يستفاد من قوله: {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ} أن الشيء من الكريم يكون عظيمًا، حيث أضاف الهبة إلي الله عزّ وجل، وهبة الكريم تكون كبيرة، ونظير هذا قوله - صلى الله عليه وسلم - فيما علمه أبا بكر، الدعاء الذي يدعو به في صلاته، قال: "فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني" (٢).


(١) رواه مسلم، كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها، رقم (١٠١٥).
(٢) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، رقم (٨٣٤). ورواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، رقم (٢٧٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>