للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ} وما أكثر هذا الواقع المؤسف المر في زمننا هذا، كثير من الناس اليوم يحاجون فيما ليس لهم به علم، بل بما تقتضيه عقولهم القاصرة، فيقول مثلًا: لم صار كذا؟ ولم صار كذا؟ لماذا كان هذا حرامًا وكان هذا حلالًا؟ لماذا كان هذا واجبًا وكان هذا غير واجب؟ وما أشبه ذلك، فيحاجون فيما ليس لهم به علم. وكثير من العامة الذين عندهم لَسَن وبيان، -وإن من البيان لسحرًا- يجادل طالب العلم في أمر لا يعلمه هو، بل مجرد مجادلة ومراء.

٣ - إقرار الإنسان على المحاجة بالعلم، ولكن بشرط أن يكون قصده حسنًا، بحيث يريد من المجادلة الوصول إلي الحق، فيثبت الحق ويبطل الباطل. أما الذي يجادل ولو فيما له فيه علم إذا كان قصده إبطال الحق وإثبات الباطل فلا شك أنه مذموم {وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الشورى: ١٦].

٤ - إثبات العلم لله عزّ وجل؛ لقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

٥ - أن المحاج فيما ليس له به علمٍ ليس عنده علم؛ لقوله: {وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} بل ليس عنده عقل أيضًا؛ لأن المحاجة فرع من العلم، فمن حاج بغير علم فلا عقل له كما أنه لا علم عنده.

٦ - إثبات علم الله في الحاضر؛ لأن قوله: {يَعْلَمُ} فعل مضارع. والأصل في المضارع أنه موضوع للحاضر والمستقبل وربما يتمحض للماضي وربما يتمحض للمستقبل. فيتمحض للماضي إذا دخلت عليه (لَمْ). ويتمحض للمستقبل مع السين

<<  <  ج: ص:  >  >>