للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والسنّة كذلك متواترة فى علو الله، ومتنوعة. فتارة بقول الرسول عليه الصلاة والسلام، وتارة بفعله، وتارة بإقراره.

أما قوله: فكان يقول في كل صلاة: "سبحان ربي الأعلى" (١).

وأما فعله: فقد أشار إلى السماء غير مرة، يشير إلى السماء في الدعاء، يرفع يديه إلى السماء (٢)، وأشار إلى السماء حين أشهد ربه على أمته أنهم أقروا بإبلاغه الرسالة في حجة الوداع في يوم عرفة (٣)، في أكبر مجمع للمسلمين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام.

وأما إقراره: فسأل الجارية: "أين الله؟ " قالت: في السماء. قال: "أعتقها فإنها مؤمنة" (٤).

وأما الإجماع: فقد أجمع السلف من الصحابة والتابعين وأئمة الهدى بعدهم على أن الله تعالى فوق كل شيء، ولم يُنقل عن واحد منهم أنه قال: إنَّ الله في كل مكان، ولا أنه قال:


(١) رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل، رقم (٧٧٢).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب الفتن، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا ترجعوا بعدي كفارًا"، رقم (٧٠٧٨). ومسلم، كتاب القيامة، باب تغليظ تحريم الدماء، رقم (١٦٧٩).
(٣) أخرجه مسلم، كتاب الحج، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو حديث جابر الطويل، رقم (١٢١٨).
(٤) قصة الجارية أخرجها مسلم، كتاب المساجد، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحته، رقم (٥٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>