للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"لتركبن سنن من كان قبلكم" (١)، فإذا كان في أهل الكتاب من يلوون ألسنتهم بالكتاب فسيوجد في هذه الأمة أيضًا من يلوي لسانه بالكتاب.

٦ - أن أهل الكتاب منهم من يفتري الكذب على الله، ومن ذلك كذبهم في عقوبة الزاني المحصن. فإن عقوبة الزاني المحصن عندهم الرجم، أن يرجم حتى يموت، ولكن لما كثر الزنا في أشرافهم عدلوا عن هذا، وقالوا: نسوِّد وجهه، ونطوف به هو والمرأة التي زنى بها على حمار، يكون دبر أحدهما إلى دبر الآخر. وهما راكبان على الحمار، ونطوف بهم في العشائر بين الناس. فحرَّفوا وكتموا، حرَّفوا حيث ادعوا أن هذا هو حد الزنى للمحصن، وكتموا حيث قالوا: ليس في التوراة الرجم. ولهذا لما أنكروا أن يكون في التوراة الرجم طلب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم أن يأتوا بالتوراة فأتوا بها، فجعل القارئ يقرأ، ووضع يده على آية الرجم لأجل أن يخفيها. ولكن أُمِر أن يرفع يده، فلما رفع يده وإذا بآية الرجم تلوح بيّنة واضحة، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - برجمهما (٢)، أي رجم الزاني والزانية. فالحاصل أنه من طريق أهل الكتاب أنهم يقولون على الله الكذب وهم يعلمون.

٧ - الرد على النصارى الذين زعموا أن عيسى عليه الصلاة والسلام له الحق في أن يعبد من دون الله، ولهذا يقول الله له


(١) رواه أحمد في مسنده، رقم (٢١٣٩٠، ٢٢٣٧١).
(٢) رواه البخاري، كتاب الحدود، باب الرجم في البلاط، رقم (٦٨١٩). ورواه مسلم، كتاب الحدود، باب رجم اليهود وأهل الذمة في الزنا، رقم (١٦٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>