للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأجل الشهوة لم يكن ذلك سببًا لصده عن دين الله، لأن أكثر ما يفتن الإنسان الشهوة إذا لم يكن هناك شبهة، فإن كان هناك شبهة واجتمع عليه شبهة وشهوة حصلت له الفتنتان. ويدل لذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "حبّب إليّ من دنياكم النساء والطيب" (١)، ويدل لذلك أيضًا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رغَّب في النكاح وحثَّ عليه وأمر به الشباب (٢)، والنبي - صلى الله عليه وسلم - حثّ على تزوج المرأة الولود (٣)، والولود كثيرة الولادة، وإذا كانت ولودًا كثر نسلها، ومن نسلها البنون. فالمهم أن محبة هذه الأشياء لا من أجل الشهوة أمر لا يذم عليه الإنسان.

٣ - قوة التعبير القرآني، وأنه أعلى أنواع الكلام في الكمال، ولهذا قال: {حُبُّ الشَّهَوَاتِ} ولم يقل: حبّ النساء، أو حبّ البنين، أو حبّ القناطير المقنطرة، بل قال: حبّ الشهوات من هذه الأشياء، فسلّط الحب على الشهوات، لا على هذه الأشياء، لأن هذه الأشياء حبها قد يكون محمودًا.

٤ - تقديم الأشد فالأشد، ولهذا قدَّم النساء، ففتنة شهوة النساء أعظم فتنة، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: "ما


(١) تقدم تخريجه (ص ٨٦).
(٢) أخرجه البخاري، كتاب النكاح، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من استطاع. . ."، رقم (٥٠٦٥). ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه، رقم (١٤٠٠).
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ١٥٨). وأَبو داود، كتاب النكاح، باب النهي من تزوج من لم يلد من النساء، رقم (٢٠٥٠). والنَّسائي، كتاب النكاح، باب كراهية تزويج العقيم، رقم (٣٢٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>