للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الترتيب، والترتيب في هذه الآية يكون من الأعلى إلى الأدنى.

١٠ - أن من الناس من يفتن في الحرث بالزراعة، فيفتن بها ويزرع على الوجه المشروع وغير المشروع.

١١ - أن هذه الأشياء كلها لا تعدو أن تكون متاع الحياة الدنيا؛ لقوله: {ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.

١٢ - التزهيد في التعلق بهذه الأشياء؛ لقوله: {ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وكل ما كان للدنيا فلا ينبغي للإنسان أن يتبعه نفسه لأنه زائل، فلا تتبع نفسك شيئًا من الدنيا إلَّا شيئًا تستعين به على طاعة الله. وأنت سوف تنال منه ما يناله من أتبع نفسه متاع الحياة الدنيا للدنيا، فمثلًا: الطَّعام، من الناس من يأكله لأجل أن يحفظ بدنه امتثالًا لأمر الله، واستعانة به على طاعة الله، فيؤجر على ذلك، ومن الناس من يأكله لمجرد شهوة ليملأ بطنه فيحرم هذا الأجر، لأنه نوى به مجرد الشهوة فقط.

١٣ - تنقيص هذه الحياة؛ لقوله: {الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، فوالله إنها لناقصة، إن دارًا لا يدري الإنسان مدة إقامته فيها، وإن دارًا لا يكون صفوها إلَّا منغصًا بكدرٍ، وإن دارًا فيها الشحناء والعداوة والبغضاء بين الناس وغير ذلك من المنغصات؛ إنها لدنيا.

١٤ - أن ما عند الله خير من هذه الدنيا؛ لقوله: {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}.

١٥ - ما أشار إليه بعضهم من أن من تعلق بهذه الأشياء تعلُّق شهوة فإن عاقبته لا تكون حميدة؛ لأن الله عندما ذكر التعلق على وجه الشهوة بهذه الأشياء قال: {وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} فكأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>