للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - أن الإنسان الذي لا يكون له همٌّ إلا نفسه في هذه المواطن قد يبتلى -والعياذ بالله- بهذه البلوى العظيمة، وهي أن يظن بالله غير الحق {يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ}. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" أنواعًا كثيرة من الظن بالله غير الحق منها:

أنهم ظنوا أن هذه الهزيمة لا انتصار بعدها، وهذا ظن سوء؛ فكل من ظنَّ أن الله يديل الباطل على الحق إدالة مستقرة فقد ظنَّ بالله ظن السوء، ومن أراد أن يرجع إلى كلام ابن القيم في زاد المعاد فهو كلام جيد لم يوجد لا في كتب التفسير ولا في كتب التاريخ.

٧ - ذم من ظنَّ بالله غير الحق؛ لأن الله ذكر ذلك في سياق ذم هؤلاء الذين ليس لهم همٌّ إلا أنفسهم، فإذا كان من ظنَّ بالله غير الحق مذمومًا كان من ظنَّ به ظنَّ الحق محمودًا.

٨ - أنه لا يظن أحدٌ بالله ظنًا غير الحق إلا وهو جاهل؛ لقوله تعالى: {ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ} فكل من ظنَّ بالله غير الحق فإنه بلا شك جاهل لم يقدر الله حقَّ قدره.

٩ - أن هؤلاء أنكروا ما فعله الرسول - صلى الله عليه وسلم - من الخروج إلى أحد، لكنه على وجه خفي؛ لقولهم: {هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ} لأنه على زعمهم لو كان لهم شيء من الأمر ما قتلوا.

١٠ - بيان أن الأمر كله لله، الأمر الشرعي، والأمر الكوني، ليس لأحد مع الله أمر، فكل الأمر لله؛ لقوله: {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}.

١١ - أنه يجب على الإنسان أن ينكر المنكر بذكر الحق؛ لأن الله قال: {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}، والأمر في قوله {قُل} أدنى أحواله أن يكون للاستحباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>