قال الإسماعيلي: إنما ذكر البخاري هذا الحديث هنا للتنبيه على أن التلاحي غير السباب الذي هو فسوق.
(فرفعت) أي: فرفع تعيينها عن ذكرى، وليس المراد رفعها أصلًا بدليل قوله:"فالتمسوها"(١).
وعند مسلم في هذه القصة:"فجاء رجلان يحتقَّان"، أي: يدعي كل منهما أنه المحق "معهما [الشيطان] فنسيتها"(٢).
قال القاضي عياض: ففيه دليل على ذم الخصام، وأنه سبب في العقوبة المعنوية، أي: الحرمان، وأن المكان الذي يحضره الشيطان ترفع منه البركة والخير.
(وعسى أن يكون خيرًا لكم)، لكونه سببًا لزيادة الاجتهاد في التماسها في السبع والتسع، والخبر في "مستخرج أبي نعيم" بتقديم التسع، والمراد: البواقي، أي: ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس وعشرين.