(الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به): المراد بالعبادة هنا النطق بالشهادتين، ولفظ مسلم عن عمر:" أن تشهد أنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة"- زاد مسلم:"المكتوبة".
وعدم ذكر الحج في هذه الرواية إغفال من الراوي، فقد ذكر في غيرها من الطرق وفي بعضها، ويذكر الصوم، وفي بعضها لم يذكر سوى الشهادتين، وأتمها عنه ابن خزيمة ذكر الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم، وزاد:"ويحج ويعتمر ويغتسل من الجنابة وتتمم الوضوء".
(أن تعبد الله)، لمسلم: أن تخشى الله.
(كأنك تراه)، قال النووي: هذا من جوامع الكلم، لأنا لو قدرنا أن أحدنا قام في عبادة ربه وهو يعاينه سبحانه وتعالى لم يترك شيئًا عما يقدر عليه من الخضوع والخشوع وحسن السمت، واشتماله بظاهره وباطنه على الاعتناء بتتميمها على أحسن وجوهها إلا أتى به، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "اعبد الله في جميع أحوالك كعبادتك في حال العيان".
فإن التتميم المذكور إنما كان تعلم العبد باطلاع الله عليه فلا يقدم على تقصير في هذا الحال للاطلاع عليه، وهذا المعنى موجود مع مقدرة العبد، فينبغي أن يعمل بمقتضاه، فمقصود الكلام: الحث على الإخلاص ومراقبة العبد ربه.
(متى الساعة) مبتدأ وخبر، أي: متى قيامها، ولمسلم:"متى تقوم الساعة؟ "، ولأبي داود:"فنكس فلم يجبه، ثم أعاد فلم يجبه فطأطأ ثم رفع رأسه فقال: ما السئول عنها بأعلم من السائل؟ "