لاشتماله على الوعيد الشديد، والعتاب البليغ، والزجر العنيف، واستعظام القول في ذلك واستشناعه بطرق مختلفة وأساليب متفننة، كل واحد منها كاف في بابه، بل ما وقع من وعيده عبدة الأوثان إلَّا بما هو دون ذلك، وما ذاك إلَّا لإظهار علو منزلة رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - وتطهير من هو منه بسبيل.
(وكان ينفق على مسطح ...) إلى آخره: يؤخذ منه مشروعية ترك المؤاخذة بالذنب ما دام احتمال عدمه موجودًا، لأنَّ أبا بكر لم يقطع نفقة مسطح إلَّا بعد تحقق ذنبه فيما وقع منه.
(فأنزل الله: {وَلَا يَأْتَلِ} ...) إلى آخره، من ثم قال ابن المبارك:"هذه أرجى آية في كتاب الله"، وقال القائل:
فإن قدر الذنب من مسطح ... يحط قدر النجم من أفقه
وقد جرى منه الذي قد جرى ... وعوتب الصِّديق في حقه
(فرجع) أي: رد.
(أحمي سمعي وبصري): من الحماية؛ أي: فلا أنسب إليهما ما لم أسمع وأبصر.
(تساميني): تعاليني من "السمو" وهو: العلو؛ أي: تطلب من العلو والرفعة والحظوة عند النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ما أطلب.
(وطفقت): بكسر الفاء؛ أي: جعلت أو شرعت.
(حمنة): بفتح المهملة وسكون الميم، وكانت تحت طلحة بن عبيد الله.
(تحارب) أي: تجادل لها وتتعصب لأختها، وتحكي ما قال أهل الإفك لتنخفض منزلة عائشة، وتعلو مرتبة أختها زينب.
(فهلكت): أثمت.
فائدة: عند الأربعة من حديث عائشة أنَّه - صلى الله عليه وسلم - أقام حد القذف على الذين تكلموا بالإفك.