(ودنا الجبار ... إلخ)، قال الخطابي: ليس في "الصحيح" أشنع حديث ظاهرًا من هذا لما يشعر به من تحديد المسافة، قال: فمن لم يبلغه من هذا الحديث إلا هذا القدر مقطوعًا عن غيره، ولم يعتبره بأول القصة وآخرها اشتبه وجهه، فإما أن يقع في التشبيه، أو يقدم على رد الحديث من أصله.
وأما إذا اعتبر أول الحديث بآخره، فإنه يزول عنه الاستشكال، فإنه مصرح فيهما بأنه كان رؤيا نوم، وبعض الرؤيا يضرب ليتأول على الوجه الذي يناسبه.
وغيره قال: إن ذلك من جملة الألفاظ التي أنكرت على شريك.
(بل أردت): من الرود، وأصله: طلب المرعى، ثم اشتهر في طلب المجامعة، ثم استعمل في كل مطلوب.
(فرفعه عند الخامسة ...) إلى آخره: هذا من تفردات شريك، والمعروف أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لموسى في الأخيرة:"استحييت من ربي".
(فاستيقظ وهو في المسجد الحرام): هذا يؤيد وقوع هذه القصة منامًا، ومن قال: إن الإسراء لم تتعدد، قال: هذه من وهمات شريك، وأجاب بعضهم بأن المراد: استيقظ مما خامره من عجائب الملكوت التي أخذته عن أحوال الدنيا، واستيقظ من نومة نامها بعد الإسراء؛ لأن الإسراء لم يكن طول ليلته.