(فتكلموا يومًا في ذلك ...) إلى آخره، فذكروا البوق فكرهه من أجل اليهود، ثم ذكروا الناقوس فكرهه من أجل النصارى.
ولأبي داود:"اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - للصلاة، كيف يجمع الناس لها، فقيل: انصب راية عند حضور وقت الصلاة، فإذا رأوها أذن بعضهم بعضًا فلم يعجبه ... الحديث، وفيه: "ذكروا القنع يعني البوق، وذكروا الناقوس، فانصرف عبد الله بن زيد وهو مهتم، فأُرى الأذان، فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان عمر رآه قبل ذلك فكتمه عشرين يومًا، ثم أخبر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ما منعك أن تخبرنا؟ قال: سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت فقال: يا بلال، قم ... الحديث".
وفي "الأوسط" للطبراني: "أن أبا بكر أيضًا رأى الأذان"، ولأبي داود في "المراسيل" عن عبيد بن عمير الليثي أحد كبار التابعين: "أن عمر لما رأى الأذان جاء يخبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فوجد الوحي قد ورد بذلك، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: سبقك بذلك الوحي"، وبذلك يعرف أن العمل وقع بالوحي لا بمجرد الرؤيا من الصحابة.
قال السهيلي: وقد ورد: "أنه - صلى الله عليه وسلم - سمع الأذان ليلة الإسراء فوق سبع سماوات" أخرجه البزار.
وهو أقوى من الوحي، وإنما تأخر حتى أعلم الناس به على غير لسانه للتنويه به، ووقع ذكره بلسان غيره ليكون أقوى لأمره، وأفخر لشأنه، وأضيفت رؤيا عمر وغيره إلى عبد الله بن زيد للتقوية.
فائدة: كثر السؤال: هل باشر النبي - صلى الله عليه وسلم - الأذان بنفسه؟
وقد أجاب السهيلي والنووي: "بأنه أذن [مرة] في سفر" أخرجه الترمذي.