ذلك شغله عن الالتفات بشيء آخر أو إظهار الشدة والجد في الأمر تنبيهًا على ثقل القول الذي سيلقى إليه، وقيل: إبعاد ظن التخيل والوسوسة، لأنهما ليسا من صفات الجسم، فلما وقع ذلك بجسمه علم أنه من أمر الله.
وذكر بعضهم أن هذا يُعدُّ من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -، إذ لم ينقل عن أحد من الأنبياء أنه جرى له عند ابتدأء الوحي مثل ذلك.
وذكر ابن إسحاق عن عبيد بن عمير أنه وقع له قبل ذلك في المنام نظير ما وقع له في اليقظة من الغط والأمر بالقراءة.
(أرسلني): أطلقني.
(اقرأ باسم ربك) أي: لا بحولك ولا بقوتك ولا بمعرفتك.
(فرجع بها) أي: بالآيات.
(يرجف فؤاده) بضم الجيم: يخفق قلبه ويضطرب.
(فزملوه) أي: لَفُّوهُ.
(الروع) بالفتح: الفزع.
(لقد خشيت على نفسي) قيل: الموت من شدة الرعب، وقيل: المرض، وقيل: العجز عن حمل أعباء النبوة، وقيل: عدم الصَّبر على قومه، وقيل: أن يقتلوه، وقيل: أن يكذبوه، وقيل غير ذلك.
(كلا): نفي وإبعاد.
(ما يخزيك الله أبدًا) بالخاء المعجمة والزاي والياء التحتية من الخزي وهو: الوقوع في بلية وشُهرَة يذله، ولأبي ذر بفتح أوله وبالحاء المهملة والزاي المضمومة والنون.
(إنك) بالكسر على الابتداء.
(الكَلّ) بالفتح وتشديد اللام: من لا يستقل بأمره، كما قال تعالى:{وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ}، وقيل: هو الثقل وكل ما يتكلف.