تصرفكم. وجعل النهار مبصراً فيه على النسب بمنزلة {عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ}[الحاقة: ٢١].
{إِنَّ فِي ذلك لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}: أي: يسمعون هذه الأدلة فيفهمونها، ويتَّعِظون بها.
ثم قال تعالى حكاية عن قوم الكفار:{قَالُواْ اتخذ الله وَلَداً} يعني: قولهم: إن الملائكة بنات الله.
سبحانه: أي تنزيهاً له من ذلك، ومن كل السوء. {هُوَ الغني} أي: الغني عن خلقه، فلا حاجة له إلى ولد.
{لَهُ مَا فِي السماوات وَمَا فِي الأرض} أي: يملك جميع ذلك، فأي حاجة له إلى ولد، وكيف يكون عبده ولداً له. وأيضاً: فقد أقررتم أيها الجاهلون أنه لا شبه له، ولا مثل، وعلمتم أن الولد يشبه الوالد، وأنه من جنس والده يكون. فواجب أن يكون الولد الذي ادعيتم مثل الوالد. فقد أوحيتم بذلك أن له مثلاً، وشبيهاً، لأن ولده / مثله. وإذا وجب ذلك زالت عنه صفة {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى: ١١]. وإذا زالت هذه الصفة عنه، فقد