وقرأ الحسن وقتادة وعيسى وعاصم الجحدري:{لاَّ يَضِلُّ} بضم الياء وكسر الضاد. أي: لا يضيعه. قال: ضل فلان منزله يضله إذا أخطأه. وكذلك يقال في كل شيء ثابت، لا يبرح فيخطئه. فإذا ضاع ما يزول بنفسه مثل: دابة، وناقة، وفرس مما ينفلت فيذهب بنفسه، فإنه يقال: أضل فلان بعيره يضله.
ثم قال تعالى:{الذي جَعَلَ لَكُمُ الأرض مَهْداً}.
أي: فراشاً يتمهدها الناس، ولم يجعلها خربة خشنة.
ومن قرأ " مهداً " فهو: مصدر وصفت الأرض به. أي: ذات مهد.
وقيل:" مهداً " اسم وصفت الأرض به، لأن الناس يتمهدونها فهي لهم كالمهد الذي يعرف.
وقيل: هما لغتان، كاللبس واللباس، والريش والرياش.
ثم قال تعالى:{وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً} أي: طرقاً.