ثم قال:{وَأَنَّ الله سَمِيعٌ بَصِيرٌ} أي، وفعل ذلك بهم أيضاً، لأنه ذو سمع لما يقولون من قول خفي وغيره، عليم بكل شيء.
ثم قال:{ذلك بِأَنَّ الله هُوَ الحق}.
أي: ذلك الفعل الذي فعل من إيلاجه الليل في النهار، والنهار في الليل، ونصره أولياءه لعى من بغى عليهم، لأنه الحق الذي لا مثل له، ولا شريك، وأن الذي يدعوه هؤلاء المشركون آلهة من دونه، هو الباطل الذي لا يقدر على شيء.
ثم قال تعالى:{وَأَنَّ الله هُوَ العلي الكبير}.
أي: هو العلو على كل شيء وهو فوق كل شيء، وكل شيء دونه.
" والكبير: " أي: العظيم الذي لا شيء أعظم منه.
قال ابن جريج:" هو الباطل " يعني: الشيطان.
ثم قال:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله أَنزَلَ مِنَ السمآء مَآءً فَتُصْبِحُ الأرض مُخْضَرَّةً}.
" فتصبح " مرفوع لأن صدر الكلام واجب، ولس استفهام، إنما هو تنبيه، هذا قول الخليل.
وقال الفراء:" ألم تر " خبر، كما تقول في الكلام: أعلم أن الله يفعل كذا فيكون كذا. وخص ذكر الصباح بهذا دون سائر أخواتها، لأن رؤية الخضرة بالنهار أوضح