للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاز أن تأتي {مَّن} هنا لأنه لما خلط من يعقل لمن لا يعقل غَلَّبَ ما يعقل فقوله: {والله خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ}، قد يدخل فيه الناس وغيرهم من البهائم ولذلك قال: " فمنهم " ولم يقل: فمنها ولا منهن.

{يَخْلُقُ الله مَا يَشَآءُ}، أي: يحدث من يشاء من الخلق {إِنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

ثم قال تعالى: {لَّقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ}، أي: علامات واضحات دالات على طريق الحق.

وقوله: {والله يَهْدِي مَن يَشَآءُ}، أي: يرشد من يشاء من خلقه إلى دين الإسلام وهو الطريق المستقيم.

وقوله: {على أَرْبَعٍ}، تمام. قوله مبينات، قطع حسن.

ثم قال: {وَيَِقُولُونَ آمَنَّا بالله وبالرسول وَأَطَعْنَا}، أي: ويقول المنافقون: صدقنا بالله وبالرسول وأطعناهما. {ثُمَّ يتولى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذلك}، أي: ثم تُدْبِرُ طائفة منهم من بعد قولهم وإقرارهم بالإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>