قال قتادة: وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وهو بمكة أنه سيهزم جنداً من المشركين، فجاء يوم بدر تأويلها.
وقال الفراء: معناه: هم جنود مغلوب أن يصعد السماء.
وقيل: هم الأحزاب الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتوا إلى المدينة فهزمهم الله عز وجل بالريح والخوف. فأعلم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين أنه سيتحزب عليهم المشركون، وأنهم سيهزمون. فكان في ذلك أبين دلالة لهم على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وصِدْقِه في جميع ما يَعِدُهُم به، ولذلك قال تعالى:{وَلَمَّا رَأَى المؤمنون الأحزاب قَالُواْ هذا مَا وَعَدَنَا الله وَرَسُولُهُ}[الأحزاب: ٢٢] الآية لأنه أخبرهم بذلك وهم في مكة ثم جاءهم ما أخبرهم به وهم في المدينة.
ثم قال تعالى ذكره:{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ}، أي: قبل قريش، وكذلك عاد {وفِرْعَوْنُ ذُو الأوتاد}.