وقيل: هو خطاب لجميع الناس، وظاهر الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد غيره.
قوله:{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ} أي: في عيسى وقيل في الحق الذي ذكر، {مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ العلم} أي من بعدما بين لك فادعوهم إلى المباهلة، ومعنى نبتهل أي نجتهد في الدعاء باللعنة {فَنَجْعَل لَّعْنَتَ الله} على من كذب في أمر عيسى صلى الله عليه وسلم.
قوله:{وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ} أي: أهل ديننا ودينكم فرضوا بالجزية وبأشياء شرطها عليهم يؤدونها.
وروي أنهم قالوا: نباهلك فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي وفاطمة والحسن والحسين، فلما رأوا ذلك نكصوا وعلموا أن اللعنة عليهم واقعة، فرضوا بالجزية ولم يباهلوا. وروي أن رئيسهم العاقب قال لهم: قد علمت أنه نبي وما لاعن نبي قوماً فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم، فإن فعلتم فهو استئصال، فوادعوا محمداً وانصرفوا إلى بلادكم فرضوا بالجزية، وبعث معهم النبي صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح ولم يباهلوه.