خبر واحد لكان خلقه له من تراب بغير {كُن} ويكون خلقه بـ {كُن} بعد خلقه له من تراب، وليس الأمر كذلك إنما أخبر تعالى أنه خلق آدم عليه السلام من تراب ثم أخبر آخر أنه قال له:{كُن} فكان، أي: قال له: كن خلقاً من تراب فكان ما أراد لأنه خلق من تراب بغير كن، فما يصنع بقوله تعالى {لِمَا خَلَقْتُ [بِيَدَيَّ]}[ص: ٧٥]، ثم قال له {كُن} بعد خلقه له من تراب على ما أراد بعد قوله كن، ولهذا نظائر كثيرة.
وأبين هذا أن يكون المعنى: قد قدر خلقه من تراب فلما أراد تعالى ذكره إظهار ما قدر قال: {كُن} فكان ما قدر بقوله {كُن}.
قوله:{الحق مِن رَّبِّكَ} أي: هو الحق، أي هذا الذي أنبأتك به هو الحق {فَلاَ تَكُنْ مِّن الممترين} أي: الشاكين ومعناه: قل يا محمد للشاكين في ذلك (لا تكن من الممترين).