يعين المعنى. فتأتي (إِنْ) شرطية، ومثالها {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ}[محمد: ٧]، وتأتي (إِنْ) نافية؛ وعلامة "إِن" النافية أن تأتي بعدها (إِلَّا){إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ}[سبأ: ٤٣]، {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ}[المدثر: ٢٥]، {إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (٣١)} [يوسف: ٣١]، وتأتي مخففة من الثقيلة {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} هذه (إن) المُخففة من الثقيلة، وأصلها (وإنهم كانوا من قبل) وعلامة (إن) المخففة من الثقيلة: أن تأتي اللام في خبرها؛ فإذا أتت بعدها اللام فهي المخففة من الثقيلة، {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي}.
قال ابن مالك:
وخففت (إن) فقل العمل ... وتلزم اللام إذا ما تهمل
وتأتي (إِنْ) زائدة:
بنو غدانة ما إن أنتم ذهب ... . . . . .
أي:(ما أنتم ذهب).
والتي في الآية الكريمة {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}(إن) المخففة من الثقيلة وعلامتها أن تأتي اللام في خبرها أو في اسمها إن تأخر، بمعنى أن تأتي بعدها اللام، وأين اسمها؟ قيل: إنه محذوف مقدر باسم ظاهر، والتقدير:(وإن الشأن كانوا من قبل في ضلال مبين).
وقال بعضهم: بل هو محذوف مقدر بضمير مناسب. وهذا هو الصحيح؛ فإذا كان الخبر جمعًا كان الضمير المقدر جمعًا. وعلى هذا يكون التقدير هنا:(إنهم كانوا من قبل لفي ضلال مبين)؛ فيقدر ضمير الشأن بما يناسب المقام، (وإن كانوا) الضمير يعود على المؤمنين الذين بعث فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.