للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - أن المنافقين لا خير فيهم، لا في الجهاد في سبيل الله، ولا في الدفاع عن المسلمين، يستفاد ذلك من قوله: {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا}.

٧ - أن الإنسان تتغير أحواله، فيكون في حال أقرب إلى الإيمان من الكفر، وفى حال أخرى بالعكس؛ لقوله: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ} واستدل بعض العلماء بهذه الآية على زيادة الإيمان ونقصانه، فما وجه الاستدلال؟ الجواب: أنه كلما قرب الإنسان من الإيمان ازداد إيمانًا، وكلما بعُد سوف ينقص، وهذا مذهب أهل السنة والجماعة: أن الإيمان يزيد وينقص، ولكن هل يزيد بالعمل الظاهر أو يزيد حتى بالعمل الباطن؟ الجواب: أنه يزيد بهذا وهذا؛ فالعمل الظاهر كأن يكثر الإنسان من الأعمال الصالحة فيزداد إيمانا، وأما في الباطن فكذلك يزداد إيمان الإنسان في الباطن بحسب ما يكون عنده من البينات، فهذا إبراهيم قال: {رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي} [البقرة: ٢٦٠] والإنسان يدرك بحسِّه أنه إذا أخبره ثقة بخبر ثم أخبره ثقة بنفس الخبر ثم ثقة ثم ثقة يحس بنفسه أنه كلما زاد المخبرون ازداد إيمانًا، وهذا شيء مشاهد ليس فيه إشكال.

٨ - أن الكفر ضد الإيمان؛ لقوله: {هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ}، ولكن هل يجتمع الإيمان والكفر في قلب رجل، نقول: أما الإيمان المطلق والكفر المطلق فلا يمكن أن يجتمعا أبدًا، وأما الإيمان الناقص أو الكفر دون الكفر فيمكن أن يجتمعا على مذهب أهل السنة والجماعة. فإن الإنسان يكون فيه خصال إيمان وخصال كفر، فيُحَب على ما معه من الإيمان، ويُكره على ما معه من الكفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>