للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من يصح توجيه الخطاب إليه، فإن كان لكل من يصح توجيه الخطاب إليه دخل فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره، وإن كان خطابًا للنبي - صلى الله عليه وسلم - دخل فيه غيره بالتبعٍ، فيكون المقصود قصدًا أوليًا بهذا الخطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيره تبعا له، أما إذا قلنا: إن الخطاب موجه لكل من يصح توجيه الخطاب إليه فهو عام، يعني: (فلا تحسبن أيها المخاطب) هذا على الثاني أو (لا تحسبن أيها النبي)، هذا على الأول (والحسبان) هنا بمعنى الظن أي: لا تظن أن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا.

وقوله: {قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} يشمل من قتله العدو ومن قُتِل حِرْفةً للعدو، كما لو ارتد السهم على حامله فقتله، فإنه يكون مقتولا في سبيل الله.

وقوله: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ} بيَّنها الرسول عليه الصلاة والسلام، بأن المراد بذلك من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وذلك حين سُئل عن الرجل يقاتل شجاعة، ويُقاتل حمية، ويقاتل رياءً، وفي لفظ: "يُقاتل ليُرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟ ".

فقال - صلى الله عليه وسلم - كلمةً جامعة مانعة: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" (١).

إذن ما المراد بالذين (قُتلوا) في سبيل الله؟ .

الجواب: هم الذين قاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا، لا شجاعة ولا حمية ولا رياء.


(١) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، رقم (٢٨١٠). ورواه مسلم، كتاب الإمارة، باب من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، رقم (١٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>