للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشجاعة معناها: الإنسان تحمله شجاعته على أن يُقاتل؛ لأن الشجاع يُحب القتال، وكذا من قاتل حمية وطنية أو قومية فليس في سبيل الله، ومن قاتل لأجل الدفاع عن الديار فقط، فقتاله مساوٍ لقتال الكافر، حتى الكفار يُقاتلون دفاعًا عن بلادهم، لكن من قاتل دفاعًا عن بلده من أجل أنه بلدٌ إسلامي، ليحمي الإسلام في هذا القتال فهو في سبيل الله، ولذلك يجب إذا وجَّهنا جندنا للدفاع عن الوطن أن نقول: لاحظوا أنكم تُدافعون عن وطنكم باعتباره وطنًا إسلاميًا لا لمجرد الوطنية.

الثالث: من قاتل رياءً ليُرى أنه رجل يُقاتل في سبيل الله، هذا ليس في سبيل الله، وكذا من قاتل لمجرد طاعة أمير فقط، فليس في سبيل الله.

فالرسول - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن ثلاثة ولم يُجب عن كل واحدة بعينها، بل أجاب بكلمة جامعة مانعة، لأجل أن تشمل حتى النيات الأخرى سوى هذه الثلاث: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله" (١).

وهؤلاء الذين قُتلوا في سبيل الله هل هم أهل بدر، أو أهل أحد، أو هو عام؟ .

الجواب: أنه عام، لكن أول من يدخل فيه الشهداء في بدرٍ وفي أحد.

وقوله: {سَبِيلِ اللَّهِ} أي: طريقه، وقد يطلق ويُضاف أحيانًا إلى المؤمن، قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ


(١) تقدم تخريجه (ص ٤٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>