للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الظرف، أو حال من نائب الفاعل في {يُرْزَقُونَ}؟ كل هذا جائز، والمعنى لا يختلف فيه اختلافًا كثيرًا.

وقوله: {فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ}: أي: بالذي أعطاهم من فضله ولم يُبيِّنه سبحانه وتعالى، بل أتى به مجملًا؛ لأنه ذكر مفصلًا في آياتٍ أخرى بعد دخول الجنة يوم القيامة.

و{آتَاهُمُ}: بمعنى أعطاهم، وأما (أتاهم) فبمعنى جاءهم.

وقوله: {مِنْ فَضْلِهِ}:

(الفضل) في اللغة الزيادة، والمراد بالفضل هنا ما تفضَّل الله به عليهم من النعيم الذي لم يكن يخطر على بالهم.

وقوله تعالى: {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ}:

الواو هنا حرف عطف، وهل هي معطوفة على (فرحين) من باب عطف الفعل على الاسم، أو معطوفة على {يُرْزَقُونَ}؟ .

نقول: يحتمل هذا وهذا، ولا يختلف المعنى كثيرًا.

قوله: {وَيَسْتَبْشِرُونَ} هو أي: يبشر بعضهم بعضًا بما سيُذكر، فمعنى (استبشر): أي بشَّر غيره، أو دخلت عليه البشرى بفعل غيره.

وقوله: {بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ}:

يعني بإخوانهم الذين لم يلحقوا بهم ولم يُقْتَلوا حتى الآن في سبيل الله. {أَلَّا خَوْفٌ} (أن) المصدرية أدغمت بـ (لا)، والقاعدة الأخيرة في الكتابة أن تكتب (أن) فتكون (أن لا) لكن القاعدة القديمة أن لا تكتب، وهنا لم تكتب {أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ}، وأصل الكلمة: أن لا خوف، وأن هنا بدل من قوله: {بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ} وكأنه قال: (يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم بأن لا خوف عليهم)، ونوع البدل هنا بدل اشتمال؛ لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>