للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الحديث الذي في المسند أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نسمة المؤمن طير يعلق في شجر الجنة حتى يرجعها الله تعالى إلى جسده يوم يبعثه" (١).

فإن بعض العلماء يرى أن المراد بالمؤمن هنا المؤمن المجاهد الذي قُتل في سبيل الله، ويرى آخرون أنه عام، وهو الصحيح، وأن الفرق هو أن نسمة المؤمن في الجنة طائر يعلق فيها، يعني يأكل منها، أما أرواح الشهداء في حواصل أجواف طير خضر تأوي إلى قناديل معلَّقة، فهي كما أنها تمزّق بدنها في الدنيا أبدلها الله بأبدان أخرى، وهي هذه الطيور الخضر، فتمتاز أرواح الشهداء عن بقية المؤمنين بهذا، وهذا هو الأقرب، أن أرواح المؤمنين في الجنة، ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى: قد تُحبس بعض الأرواح بسبب، مثل الدَين قد يمنع صاحبه من دخول النسمة الجنة، وقد سُئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الشهادة هل تُكفِّر الذنوب قال: "تكفّر كل شيء". ثم جاءه جبريل فقال: إلا الدَّين، فقال: "إلا الدَّين" (٢).

وهذا يدل على أنه قد يُحبس ثواب المجاهد عنه إذا كان عليه دَين، فقد يكون هناك عوائق لكن الأصل أن أرواح المؤمنين في الجنة.

٥ - إبطال حجة من قال: إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - حيٌّ في قبره يُرزق، وقال: إن مقام النبوة أعلى من مقام الشهادة، ولا شك في


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده، رقم (١٥٣٦٥).
(٢) رواه مسلم، كتاب الإمارة، باب من قتل في سبيل الله كفّرت خطاياه إلا الدَّين، رقم (١٨٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>