للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} بقول: (يدخلون فيه بسرعة) تضمن المسارعة والدخول في الشيء.

وقوله: {فِي الْكُفْرِ} أصل الكفر في اللغة: الستر، ومنه الكُفُرَّى وهو وعاء طلع النخل وهو معروف لدى الجميع. أما في الاصطلاح فإنه جَحْدُ ما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - أو جحد بعضه أو ترك ما يستلزم الكفر بتركه مثل الصلاة، فتركها كفر وإن لم يجحد وجوبها.

{إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا}:

الجملة هنا محلها مما قبلها تعليل، أي: مهما سارعوا في الكفر فإنهم لن يضروا الله شيئًا.

وقوله: {لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} أي: لن يلحقوا الضرر به جل وعلا وتقدس عن أن ينال بضرر، وفي الحديث القدسي الذي أخرجه مسلم من حديث أبي ذر - رضي الله عنه - أن الله تعالى قال: "يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني" (١).

وقوله: {شَيْئًا} نكرة في سياق النفي، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، أي: لن يضروا الله أي شيء في ذاته ولا في ملكه ولا في أسمائه وصفاته ولا في غير ذلك، وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي الذي أشرنا إليه آنفًا: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئًا" (٢).

وقوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ}:


(١) رواه مسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، رقم (٢٥٧٧).
(٢) تقدم تخريجه في الحديث السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>