٤ - بيان ما يقع فيه سفهاء بني آدم من الخطأ والخطل كما في فعل هؤلاء، يسارعون في الكفر مع أنه ضرر عليهم وهلاك.
٥ - انتفاء الضرر عن الله وأنه لا تضره معصية العاصين كما لا تنفعه طاعة الطائعين؛ لقوله:{إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} فإن قيلِ: إن الله قد أثبت أن بعض عباده يؤذيه في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}[الأحزاب: ٥٧] وفي قوله في الحديث القدسي: "يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر"(١) فكيف نجمع بين نفي الضرر وإثبات الأذية؟
الجواب: أن يقال: لا يلزم من الأذية الضرر، فقد يتأذى الإنسان بالشيء ولا يتضرر به، أرأيت لو صلى إلى جانبك أو جلس إلى جانبك رجل قد أكل بصلًا وثومًا فإنك تتأذى برائحته ولكن لا تتضرر، فلا يلزم من الأذية الضرر، وحينئذٍ لا معارضة بين نفي الضرر عن الله عزّ وجل وإثبات الأذية.
٧ - إثبات الإرادة لله عزّ وجل؛ لقوله:{يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ} وقد قسم العلماء إرادة الله تعالى إلى قسمين: إرادة كونية، وإرادة شرعية؛ فالكونية هي ما يتعلق بفعله، والشرعية ما يلزم فيها وقوع المراد، فالفروق ثلاثة:
الأول: أن الإرادة الكونية تتعلق بفعله والثانية بشرعه.