الثاني: الكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة.
الثالث: الكونية يلزم فيها وقوع المراد، والشرعية لا يلزم.
فإذا قال قائل: ما تقولون في إيمان أبي بكر؟ أهو مراد بالإرادة الكونية أو الشرعية؟ .
الجواب: إرادة كونية وشرعية؛ لأنه وقع بالإرادة الكونية، ولأنه متعلق بالشرع، فهو مما يحبه الله.
وما تقولون في إيمان أبي لهب؟ الجواب: أنه مراد شرعًا لا كونًا؛ لأن الله لو أراده كونًا لكان، وما تقولون في كفر المسلم؟ الجواب: أنه ليس مرادًا لا كونًا ولا شرعًا؛ لأنه الآن مسلم ولو أراد الله أن يكفر لكفر، وهل هو مراد شرعًا أن يكفر؟ الجواب: لا، إذن انتفت في هذا الإرادتان، وإيمان المؤمن اجتمعت فيه الإرادتان، وإيمان الكافر وجدت فيه الإرادة الكونية. فإيمان الكافر مراد شرعًا وغير مراد كونًا، وإسلام المسلم مراد كونًا وشرعًا، وكفر الكفار مراد كونًا لا شرعًا، فهناك ما تجتمع فيه الإرادتان، وما تنتفي فيه الإرادتان، وما فيه الإرادة الشرعية فقط، وما فيه الإرادة الكونية فقط، وهذا التقسيم مهم؛ لأن من الناس من قال: إن المعاصي غير مرادة لله لا كونًا ولا شرعًا مع أنها واقعة، فنوافقهم بأنها غير مرادةٍ شرعًا لكنها مرادة كونًا.
٨ - أنه لا حظَّ للكافر في الآخرة؛ لأنه مخلد في النار؛ لقوله:{يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ}.
٩ - ومن فوائدها بالمفهوم أن الكافر قد يكون له حظ في الدنيا، وكفره لا يمنعه من الحظ في الدنيا.
فإن قال قائل: إن الله قال في كتابه: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى