للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جملة اسمية، وهناك بيت جمع المواضع التي يقترن فيها جواب الشرط بالفاء وهو:

اسميَّةٌ طلبيةٌ وبجامد ... وبما وقد وبلن وبالتنفيسِ

معناه: أن هذه الجمل السبع إذا وقعت جوابًا للشرط فيجب أن تقترن بها الفاء.

وقوله: (أجرٌ) يعني ثوابًا، وسمّى الله الثواب أجرًا من باب التكرم والتفضُّل كأننا نحن مستأجَرين أدَّيْنا العمل، فنطالب بالأُجرة، مع أن الحقَّ لله علينا لكنه عزّ وجل أوجب على نفسه أنه: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (١٢٣) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ... } [النساء: ١٢٣ - ١٢٤].

وهذا كقوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} [البقرة: ٢٤٥] فهل الله فقيرٌ حتى نُقرضه؟ كلا، ولكن هذا من باب إظهار التزام الله عزّ وجل بالوفاء لعبده إذا أوفى بعهده: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: ٤٠].

وقوله: {عَظِيمٌ} هذا وصف من الله عزّ وجل لهذا الأجر، والوصف بالعظم من العظيم يدلُّ على عظمه، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الدعاء الذي علَّمه أبا بكر - رضي الله عنه -: "فاغفر لي مغفرةً من عندك" (١) أضافها إلى عندية الله عزّ وجل.


(١) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب الدعاء قبل السلام، رقم (٨٣٤). ورواه مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب خفض الصوت بالذكر، رقم (٢٧٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>