للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السكون في محل رفع نائب فاعل، وتكون (قتلُ) معطوفًا على نائب فاعل فتكون بالرفع، وعليه فلا يجوز أن تقرأ (وسنكتب ما قالوا وقتلُهم الأنبياء بغير حق) برفع (قتل) لأنه لا يُرفع إلا إذا قرأنا (سيُكتب ما قالوا وقتلُهم الأنبياء بغير حق ويقول). (يقول) بالياء توافق قراءة (سيُكتب).

أما الأنبياء ففيها قراءتان: "الأنبئاء" و"الأنبياء" .. بالياء كما في "النبيين" وبالهمزة كما في "النبئين".

فعلى قراءة (الأنبئاء) تكون من (النبأ) بالهمز، وهو الخبر. وعلى قراءة الياء تكون من (النَّبْوة) وهي الارتفاع.

يقول الله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا}:

أكد الله هذا الخبر بثلاثة مؤكدات:

الأول: القَسم المقدَّر؛ لأن اللام هنا واقعة في جواب قسم.

والثاني: (قد).

والثالث: اللام في قوله: {لَقَدْ سَمِعَ}.

وإنما أكده سبحانه وتعالى للمبالغة في تهديد هؤلاء، وأما نحن المؤمنين فإننا نعلم أنه بمجرد ما يُخبرنا عن شيء فهو مؤكد، لكن من أجل تهديد هؤلاء الذين قالوا هذه المقالة الشنيعة.

{لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ}:

{سَمِعَ} هنا بمعنى: أدرك هذا القول جل وعلا، أي سمعه سماعًا، ولا نقول بأذنه لأنه لم يثبت لنفسه ذلك جل وعلا، ولأنه لا يلزم من السماع الأذن، بخلاف قولنا: (استوى على العرش).

<<  <  ج: ص:  >  >>