فنقول: بذاته سبحانه وتعالى؛ لأن الله أضاف الفعل إلى نفسه، أما هنا فلا نقول سمع بأذنه؛ لأنه لا يلزم من السماع ثبوت الأذن، فها هي الأرض يوم القيامة تُحدِّث أخبارها، أي تُخبر عما فعل الناس عليها، أو عما قالوا عليها، مع أنه ليس لها أذن، والجلود والأيدي والأرجل تشهد يوم القيامة على الإنسان بما عمل، وهي ليس لها آذان، إذن لا يجوز أن نقول: إن الله له أذن بناءً على أن الله أثبت له السمع، ليس كمثله شيء وهو السميع العليم سبحانه وتعالى.
فإذا قال قائل: ألستم أثبتم لله عينًا؟ نقول: بلى. ولكن كيف أثبتنا؟ أهو من طريق أنه يرى أو من طريق أنه أثبت لنفسه عينين؟ الجواب: الثاني، فلولا أن الله أثبت لنفسه سبحانه وتعالى عينين ما جاز لنا أن نثبت العين، ولهذا نحن نؤمن أن الله يتكلم، ولكن لا نقول باللسان، لأن الله لم يُثبت ذلك لنفسه، ولا يلزم من الكلام ثبوت اللسان، بدليل أن الأرض تُحدِّث أخبارها، والجلود تشهد، ويقول صاحب الجلد لجلده: لِمَ شهدت عليَّ؟ فتقول:{أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}[فصلت: ٢١] ولا تقول: لي لسان وشفتان.
وهم أناس من اليهود منهم رجلٌ يسمى (فِنحاص) ولكن الله عزّ وجل في كتابه لا يذكر شيئًا خاصًا إلّا لسبب، لابد من تعيين الشخص، ولهذا لم يذكر الله عزّ وجل أحدًا باسمه في القرآن من هذه الأمة إلا رجلًا مؤمنًا ورجلًا كافرًا فقط. الرجل المؤمن زيد بن حارثة {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} [الأحزاب: