٣٧]، والرجل الكافر من هذه الأمة أبو لهب؛ لأن الوصف أكثر فائدة لوجهين:
الأول: أنه قد تتغير حال المعيَّن، يكون بالأول فاسقًا ماردًا كافرًا، ثم يسلم ويتوب الله عليه، فإذا تاب ولم يذكر اسمه في القرآن كان أحسن مما لو ذكر، فإنه لو ذكر اسمه لبقي العار عليه ولو تاب.
الثاني: أنه أعمُّ؛ لأن تعليق الحكم بالوصف أعَمُّ من تعليقه بالشخص، ولهذا إذا عُلِّق الحكم بالشخص احتمل الخصوصية، وإذا قلنا بعمومهِ -بعموم الحكم المعلق بالشخص- فإنه ليس عمومًا شموليًا، ولكنه عمومٌ تمثيلي، يعني بالقياس، إذن ينبغي لنا في مثل هذه الأمور أن لا نعيِّن الشخص بعينه، فإذا أردنا مثلًا أن نتكلم على صحيفةٍ خبيثة فالأولى ألا نعينها بل نقول: قالت بعض الصحف، وإذا ذكرنا الكلام عُرف. أولًا: لأن الصحيفة قد تتغير، والثاني: أنه إذا حصرنا وعينَّا فقد يفهم السامع أنه لا يوجد سوى هذه الصحيفة، ولكن إذا عمَّمنا وجعلنا الحكم معلقًا بالوصف شمل غيرها، وصار هذا أنفع، وهذه مسألة دل عليها القرآن وكذلك السنة أيضًا تدل عليها، كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يقول: ما بال فلان يقول كذا؟ بل كان يقول: ما بال أقوام، من أجل الفائدتين اللتين أشرنا إليهما.
هؤلاء هم اليهود، وسبب قولهم هذا أن الله قال:{مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ}[البقرة: ٢٤٥] فرحت اليهود بهذا وجاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالت: يا محمد، إن ربك