للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: {أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ} أي: لرسول من عند الله.

{حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ}:

وذلك بأن نُقرِّب قُربانًا من طعام أو بهائم أو لحم أو ثياب، ثم تنزل نار من السماء فتأكل هذا القربان، يعني أنهم حصروا الآيات التي يطلبونها من الرسول، بأن يأتي بنارٍ تأكل هذا القربان، وكانوا فيما سبق إذا غنموا غنائم من الكفار جمعوها ثم نزلت نارٌ من السماء فأكلتها حتى أُحلَّت الغنائم لهذه الأمة، فهؤلاء يقولون: لا نؤمن لرسول إلا إذا أتانا بهذه الآية فقط، وهي: أننا إذا قرَّبنا قربانًا أكلته النار.

فقال تعالى لرسوله: {قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ}:

أي: قد جاءتكم رسلٌ بأكثر مما تدّعون الآن.

{بِالْبَيِّنَاتِ}: أي بالآيات البيِّنات التي تُبيِّن صدق رسالتهم.

{وَبِالَّذِي قُلْتُمْ}: أي بالقربان الذي تأكله النار.

{فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ}: أي ومع ذلك كذَّبتموهم وقتلتموهم.

فإن قال قائل: لماذا عَدَل الله عزّ وجل عن المطالبة بصدق ما ادَّعوه؟

قلنا: هذا من باب موافقة الخصم، يعني على فرض أن الأمر كما قلتم فقد اعتديْتم حتى فيما جيء به من مطلوبكم، فاعتديتم على الرسل. وهنا فائدة وهي: أن من ادَّعى دعوةً فإننا نُعامله بمراتب:

<<  <  ج: ص:  >  >>