للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال تعالى: {مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} [النساء: ٧٧]، فهذا الذي استبدلوه هو ثمن قليل زهيد لا يدوم للإنسان، ولا يدوم الإنسان له، بل لابد من زواله، إما زوال الإنسان وإما زوال الثمن الذي اشتراه.

قوله: {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}:

(بئس): فعل ماضٍ جامد، جامد يعني لا يتصرف، والنحويون يسمون الفعل الذي لا يتصرف جامدًا؛ لأنه باقٍ على حالٍ واحدة، والمتصرف يسمونه متصرفًا؛ لأنه يشبه المائع الذي يسيل ويسيح، لكن هذا جامد لا يتصرف.

وقوله: {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ}:

كلمة بئس ونعم وما أشبههما تحتاجان إلى شيئين إلى فاعل ومخصوص بالذم أو بالمدح، فقوله: {فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} هذا هو الفاعل، والمخصوص محذوف والتقدير: فبئس ما يشترون هذا الثمن أو هذا الشراء.

وفي هذه الآية قراءات:

قوله: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} فيها قراءة: (ليبيننه للناس ولا يكتمونه) يعني بالياء، بدلًا عن التاء.

فعلى القراءة الأولى بالتاء يكون في الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب، وعلى القراءة الثانية يكون الكلام نسقًا واحدًا ليس فيه التفات.

والالتفات ذكرنا أن فيه فوائد منها:

التنبيه على هذه الجملة؛ لأن الكلام إذا صار على نسق واحد شرد الذهن، فإذا جاء التفات تنبه.

ومنها: تشويق السامع.

<<  <  ج: ص:  >  >>